في إطار تتبعنا لملف الغابات الحضرية بمدينة طنجة عموما و بمناطق الجبل الكبير الرميلات و الرهراه و بوبانة و السلوقية خصوصا، وقف المرصد على عمليات التسييج و القطع والاجتثاث و البناء العشوائي و رمي الردمة و تناسل حظائر تربية الدجاج و فتح مسالك إسمنتية “عشوائية” و عدة مظاهر سلبية أخرى، حيث عمل المرصد على مراسلة الجهات المعنية للحصول على المعلومات الرسمية بخصوصها و حثها على تحمل مسؤوليتها فيما يقع من اجتثاث للمئات من الأشجار المعمرة و تدمير للغطاء الغابوي و تهديد للتوازن الأيكولوجي بالمنطقة، و تشجيع على السيبة و استفزاز للراي العام.
إن عمليات التطاول و التخريب المنظم لهذه المنطقة و كذا مختلف الأعمال التدميرية التي تنجز بشكل علني أمام مرآى و مسمع الجميع، و أمام الصمت المطبق رغم تعالي عدة أصوات منددة، و عدم الرد على مراسلات المرصد لمختلف المؤسسات المعنية بالموضوع من مصالح ولائية ومندوبية المياه و الغابات و المجلس الجماعي لطنجة، و مختلف ضباط الشرطة البيئية يثير الكثير من التساؤلات حول الامر و يفتح المجال لإعمال تأويلات عدة حول الامر.
و أمام هذا الواقع الذي يثبت أنه لا يزيد إلا استفحالا و رضوخا لوحوش العقار و منعدمي الضمير الذين لا يضيعون أي فرصة لتنفيذ مخططاتهم الرامية للإجهاز على متنفسات المدينة و فضاءاتها العامة كما يحدث عند مدخل غابة الرميلات و جوار منتزه بيرديكاريس و ببوبانة و داخل غابة الراهراه و المريسات هي عمليات مشبوهة و مسلسل محبوك لتغيير طبيعة الفضاء الغابوي و تحوزه و خوصصته، و هي كلها أعمال تشكل إهانة لكل الضمائر الغيورة واحتقارا للنصوص القانونية المؤطرة و ضربا بعرض الحائط لكل المجهودات التي تبذلها مختلف مؤسسات البلاد لاستيعاب وتجسيد مفاهيم التنمية المستدامة و المساواة و ضمان حق الأجيال القادمة في بيئة و عدالة مجالية حقيقية تنفيذا لالتزامات المغرب اتجاه أبنائه و المنتظم الدولي وفقا لتوجيهات أعلى السلطات بالبلاد.
إن المرصد و هو يستحضر نضال أبناء طنجة و فعالياتها في التصدي لمؤامرة السلوقية و لفضاء ڤيلا هاريس ، و لما كان يحاك لحدائق المندوبية و غيرها من الملفات التي تعبر عن مدى تشبثهم برأسمالهم اللامادي و الطبيعي، فإنه يعبر عما يلي:
– تنديده بعمليات الاجتثاث البشع و البناء العشوائي و تحوز و خصخصة مساحات واسعة الذي تتعرض لها مختلف مناطق غابات طنجة بكل من الرميلات و دونابو والسلوقية و الرهراه و المريسات بشكل يومي.
– استنكاره للصمت المريب الذي يلف هذا الموضوع رغم التنبيهات المستمرة لذلك مما يشكل دعما و شرعنة له.
– يجدد دعوته “لولاية طنجة تطوان الحسيمة” و “للجماعة الحضرية لطنجة” و “المديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات لجهة طنجة تطوان الحسيمة “و كافة ضباط الشرطة البيئية بضرورة تحمل مسؤوليتهم و يطالبهم بضرورة الخروج عن صمتهم عبر مواقف رسمية تحدد المسؤوليات و موقفهم إزاء ما يجري و كذا مختلف الإجراءات العملية لوقف النزيف و العمل على حماية و تثمين ما بقي من غابات لطنجة.
– يدعو جميع الغيورين على بيئة المدينة و مستقبلها للتصدي لهذه الخروقات السافرة و يناشد ممثلي الهيئات السياسية والنقابية و الحقوقية والإعلامية و جمعيات المجتمع المدني و عموم الساكنة بالتعبئة الشاملة للدفاع عن حقوقها البيئية، و يبقي الباب مفتوحا للتنسيق و التعاون مع كل الأشكال النضالية الممكنة في سبيل ذلك.
– يوجه دعوة لأعضاء مجلسه الإداري للإجتماع في دورة استثنائية لتدارس الأمر و اتخاذ ما يلزم من قرارات تجاهه.