تماشيا مع الأدوار المدنية التي يضطلع بها المجتمع بناء على الدستور المغربي، و انسجاما مع الأدوار الترافعية لمرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة، خاصة على مستوى الحماية، من خلال العمل على حث الجهات المختصة لتصنيفها ضمن سجل التراث الوطني، و تأهيلها و توظيفها بما يحافظ على الذاكرة التاريخية و أصالة المدينة و يدمجها في دورة التنمية محليا و وطنيا.
و في هذا الإطار تابع المرصد بقلق و استياء كبير ورود أخبار معززة بصور حول قيام بعض الأشخاص بإزالة لوحات فنية من الزليج توجد عند مدخل بناية “سيرويا Seruya” الكائنة بشارع الحسن الثاني بمرشان، يوم السبت 13 غشت 2022، لكن بعد تدخل الساكنة تم توقيف الأشغال و الانسحاب من البناية.
غير أن المرصد استقبل اليوم الإثنين 15\08\2022، اتصالات تفيد بعودة العمال إلى البناية لمباشرة أشغال إزالة اللوحات الفنية. و قد التحق أعضاء من المرصد بالبناية للمعاينة و الاستفسار عن طبيعة الاشغال و الجهات التي تقف وراءه.
و بعد قيام المرصد بعدة اتصالات، تبين أن الأمر:
– يتعلق ببناية تعود إلى فترة تدويل طنجة، و غير مرتبة ضمن سجل التراث الوطني.
– أن عملية الإزالة تتعلق بتحويل اللوحات الفنية المتواجدة بفضاء خاص إلى متحف بالمدينة القديمة،
– أن الأمر يتعلق بهبة لأحد الخواص لصالح المؤسسة الوطنية للمتاحف.
و المرصد إذ يثمن هذه الخطوة التي من شأنها إعادة الاعتبار إلى اللوحات الفنية، و تمكين ساكنة طنجة و زوارها من سهولة الولوج إليها بالمتحف، فإنه يسجل في نفس الآن ما يلي:
أن الأمر لا يتعلق بلوحات فسيفسائية بل بلوحات فنية مركبة من الزليج الاسباني.
غياب المعلومة الخاصة بعملية نقل اللوحات الفنية من البناية إلى المتحف و ما تخلقه مثل هكذا قرارات من توتر و قلاقل نتيجة التصرفات الانفرادية و احتكار المعلومة و التي يمكن تجاوزها بإشهار طبيعة الاعمال و الغاية منها، مما فتح المجال أمام تأويلات عديدة.
عشوائية و ارتجالية عملية إزالة اللوحات الفنية، والاعتماد على عمال يفتقدون إلى خبرة التعامل مع هذا النوع من اللوحات الفنية و في جنح الظلام و خارج أوقات العمل الاعتيادية.
غياب خبراء و تقنيين متخصصين في المباني التاريخية، للإشراف على عملية الإزالة و النقل.
ضبابية الاستثمار الامثل لهاته اللوحات التي يمكن أن تضاف إلى الرصيد الحضاري للمدينة و التي يتعين استثمارها ضمن مشروع متكامل يعود بالنفع على المدينة و المنطقة.
والمرصد إذ يتقدم بهذا البلاغ، فإنه يؤكد في نفس الوقت بالأهمية الحضارية التي يكتسيها التراث العمراني
بطنجة، وهو ما يقتضي التعامل معه بالجدية اللازمة، والاعتماد على خبرة الكفاءات الوطنية المتخصصة في تثمين وترميم التراث الثقافي المبني، وتعزيز جهود الأوراش الكبرى التي شهدتها مدينة طنجة على مستوى تثمين موروثها الثقافي، والانتقال إلى مستوى التوظيف الأمثل لهذا التراث.
المكتب التنفيذي
لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة