بيان حول كارثة الحرائق بغابات مديونة و السلوقية

تتواصل منذ ثلاثة أيام حرائق مهولة بمناطق غابوية متفرقة على مستوى مديونة و السلوقية والغابات المجاورة. وقد تتبع المرصد عن قرب و بشكل مستمر طيلة الأيام الماضية ظروف وتطورات الحريق ، حيث سجل خلال اللحظات الأولى استصغار السلطات للحريق في بدايته و عدم إيلائه الأهمية المطلوبة، إذ كان من الممكن محاصرته و القضاء عليه في الساعات الأولى من مساء الجمعة أو خلال صبيحة يوم السبت، خاصة أن الغابة قريبة من المصادر اللوجيستيكية للإطفاء، لكن مع توالي الساعات وتمدد المساحات التي شملتها النيران لوحظ غياب المواكبة الكافية و الاكتفاء بالإمكانيات المحلية المحدودة و الضعيفة، مع منع المواطنين من تقديم المساعدة التطوعية.

إن فداحة هذه الحرائق و تعدد مواقعها تطرح علامات استفهام كبرى، و المرصد يتطلع إلى نتائج التحقيق الذي باشرته السلطات حول الموضوع، و في انتظار ذلك، يسجل المرصد بأسف كبير عدم مسارعة الهيئات المنتخبة و ولاية طنجة و مندوبية المياه و الغابات إلى الخروج بمواقف رسمية حازمة و واضحة وقاطعة عبر اتخاذ ما يناسب من إجراءات لوقف النيران و المبادرة إلى طمأنة الساكنة حول مستقبل هذه الغابة.

بناء على ما سبق فإن المرصد يسجل ما يلي:

·        تقديره الكبير للمجهودات الجبارة للفرق الميدانية التي تعمل على امتداد ساعات الليل والنهار وتُسابق الزمن في ظروف جوية صعبة وقلة الوسائل المادية.

·        استياءه الكبير من تعاطي الإدارات العمومية من ولاية ومندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر والوقاية المدنية مع هذه الكارثة والتي لم تعرها الاهتمام الكبير في لحظاتها الأولى وعدم مواكبة الحريق بما يلزم من إجراءات. كما يستهجن صمتها المطبق ورفضها تقديم المعلومات الضرورية بهذا الخصوص.

·        يدعو المجالس المنتخبة من مقاطعة طنجة المدينة والمجلس الجماعي لطنجة ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة كل في مجال اختصاصه إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص. 

·        تجديد الطلب الذي تقدم به المرصد في مذكرته بخصوص مشروع تصميم التهيئة الحالي وذلك بالتنصيص على منطقة مديونة والسلوقية والرميلات كمنطقة خضراء ومحمية طبيعية.

·        المطالبة بالتزام واضح ومعلن بضرورة إعادة التشجير الشامل للمنطقة المنكوبة في أقرب الآجال مع ضرورة نزع الملكية من الخواص وتحفيظ الغابة كملك للدولة المغربية.

·        ضرورة الإسراع بإخراج المخطط الجهوي للمناخ وتضمين جزء منه لتناول مسألة حماية الغابات من الحرائق ضمن وسائل التكيف والملائمة.

لقد كانت الغابات الحضرية للمدينة على امتداد سنوات طويلة مجالا مستباحا لوحوش العقار ولوبياتها الوسيطة، والتي لا تزال إلى اليوم تتربص بما تبقى من هذا المجال الغابوي، ونتذكر في هذا الصدد ملف غابة السلوقية سنة 2012 والتي كانت قاب قوسين من القطع والتدمير لولا تصدي أبناء طنجة مؤسسات وساكنة لتلك الهجمة العدوانية التي تراجعت إلى حين. فعبر تقاريره السنوية المتعاقبة لسنوات 2012 و2013 و2014 و2015 و2016 و من خلال جميع الندوات والأيام الدراسية و الموائد المستديرة أكد المرصد باستمرار على المخاطر المحدقة بالملك الغابوي للمدينة، فبالإضافة إلى مشكل القطع العشوائي الجائر و رمي الردمة و السكن العشوائي و «المرخص » وسط الغابة تظل الحرائق من أعوص الإشكالات التي تواجه غابات المدينة. في هذا الصدد يعبر المرصد عن تخوفه من أن تكون الحرائق الجارية هو فصل جديد من فصول الإجهاز على غابات المدينة.

إن المرصد وهو يثمن دور ويقظة أبناء طنجة وإجماعهم ساكنةً ومجتمع مدني وصحافة على حماية ما تبقى من غابات المدينة. يتطلع إلى إطلاق مبادرة ميدانية بتعاون بين جميع المؤسسات والفعاليات بالمدينة لتشجير المنطقة كتدليل على إرادة أبناء المدينة و تشبثهم بغابتها و ذلك وفاء لتعاقد مبدئي يجعل من “غابات طنجة خط أحمر “.

المكتب التنفيذي لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة

طنجة 3 يوليوز 2017

Leave A Comment